تجددت المخاوف في موريتانيا من هجوم جديد يخطط له تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي بعد كشف مصادر أمنية مالية عن تحضيرات يجريها التنظيم في الوقت الحالي لتجهيز قاعدة جديدة له قرب الحدود الموريتانية المالية.
وبحسب المعلومات التي نقلتها وكالة الصحافة الفرنسية عن مصادر أمنية مالية فإن آليات تابعة لتنظيم القاعدة قد نقلت مقاتلين من التنظيم في غابة واغادو الواقعة شرق منطقة نارا المالية قرب الحدود الموريتانية، مما يعني أن "هناك قاعدة تتم إقامتها".
وأضاف المصدر أن الأمر على الأرجح يتعلق بتحضير هجوم على موريتانيا انطلاقا من هذه القاعدة الجديدة للتنظيم المسلح، خصوصا أنه لا توجد قوات موريتانية أو مالية على الأرض هناك.
وكانت موريتانيا قد سحبت وحداتها المقاتلة في وقت سابق من عمق الأراضي المالية، بعد أن توغلت فيها العام الماضي لمطاردة عناصر تنظيم القاعدة الذي يتخذ من تلك المناطق بالشمال المالي ملاذا آمنا له.
وعادة ما تتعاطى الحكومة الموريتانية بحذر مع مثل هذه الأنباء وتتجنب التعليق عليها، خوفا –بحسب قولها- من إفلات عناصر التنظيم من مطاردة وحدات الجيش المنتشرة قرب الحدود.
عملية واردة
وقال الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية محمد محمود أبو المعالي إنه لا معلومات إضافية بخصوص ما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية، مشيرا إلى أنه توجد غابات على الجانب المالي مقابل الحدود مع مقاطعة فصالة بأقصى الشرق الموريتاني.
واعتبر في تصريح للجزيرة نت أنه من الوارد جدا أن تكون القاعدة تحضر في الوقت الحالي لعملية قوية ضد موريتانيا لاعتبارات عديدة من أهمها فشل العمليات العسكرية السابقة التي نفذتها في موريتانيا وخصوصا عمليتي الهجوم على قاعدة النعمة العسكرية، وعملية نواكشوط التي فشلت في الوصول إلى أهدافها قبل عدة أشهر.
وأضاف أن الوضع الداخلي لتنظيم القاعدة في الوقت الحالي قد يكون أفضل مما كان عليه في السابق في ظل الحديث عن تطور قدراته العسكرية وربما البشرية وإصراره على تنفيذ عمليات ناجحة في موريتانيا.
توتر وتصعيد
وهو الإصرار الذي دفع إليه -بحسب محمد محمود أبو المعالي- مستوى التصعيد الذي وصلته العلاقة بالنظام الموريتاني الذي نفذ عمليات عسكرية، وأرسل فرقا عسكرية إلى عمق معاقل القاعدة بالصحراء وهو ما لم تفعله كل أنظمة المنطقة.
ونوه إلى أن القاعدة ستحاول ما أمكنها الجهد والطاقة أن تنفذ عملية نوعية داخل الأراضي الموريتانية انتقاما وثأرا لنفسها ولقتلاها، ورسالة إلى أنظمة المنطقة بأنها قوية وقادرة على الضرب والوصول إلى أهدافها بكفاءة وفعالية.
ومنذ ثمانية أعوام بدأ تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي المعروف سابقا باسم الجماعة السلفية للدعوة والقتال استهداف موريتانيا، وحاول مطلع فبراير/ شباط الماضي تنفيذ إحدى أكبر عملياته بنواكشوط التي كانت تستهدف مقر السفارة الفرنسية ومقر قاعدة عسكرية بنواكشوط من خلال ثلاث سيارات وعدد من المقاتلين، ونتيجة لتصدي الجيش الموريتاني لهم خارج العاصمة فقد تم تفجير وقتل ثلاثة منهم في سيارتهم، وجرح نحو عشرة من عناصر الجيش الموريتاني